تعديل

Ping your blog, website, or RSS feed for Free

الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

هل حاولت الصعود الى القمـــة ولم تنجح...هنا الحل ((تحدي الجاذبية))

 جذبني صوت الأطفال وهم يتنافسون في قذف حجر صغير لأعلى، أنا أعلى ... لا... بل أنا ... بل أنا... بدأت أرقبهم، كل ينتظر إشارة البدء..
 ويستجمع أنفاسه ليقذف الحجر إلى أعلى بأقصى قوة، فتتسابق الأحجار صعوداً، كان التتنافس يدور حول أيهم أقدر على تحدي قانون الجاذبية لفترة أطول... لكن ليس هذا هو ما أدهشني!!..
فبينما أنا أنظر عالياً متتبعاً أكثر الأحجار تحدياًَ إذا بي ألمح في السماء طائرة ورقية خلابة الألوان، تتبعت خيطها متجهاً بنظري نحو الأرض لأبصر طفلاً صغيراً يسخر من الجاذبية في وقفة الواثق، واضعاً يداً في جيبه، واليد الأخرى تمسك حبل الطائرة.لقد صمم طائرته لتعين الهواء على حملها، وأعد حبالها لتسهل قيادتها وتحديد ارتفاعها، واختار منطقة الطيران بعيداً عن الأسلاك وأعمدة الكهرباء.. وترتفع المشاريع الناجحة بدورها إذا توفرت لها ركائز قوية، فامتلكت مقومات الصعود، والحفاظ عليه.. بعض المشاريع تبدأ مندفعة وترتفع بقوة إلى أعلى، لكنها لا تملك مقومات التحليق عالياً لفترة طويلة، فلا تلبث أن تهوي ويتراجع سهمها، وبعضها لا يحسن اختيار الموقع، فيحلق وسط أعمدة وأسلاك الكهرباء.
على الشباب الطموح أن ينتبه قبل أن يتنافس هاتفاً "أنا أعلى ... أنا أعلى"، هل هو أعلى من حجر في طريقه للسقوط، أم أعلى من طائرة مستقرة في السماء؟؟!! عليه ألا ينافس المشاريع الحجرية الثقيلة التي ستسقط سريعاً، أو يغتر بصعود سريع خداع، فمن السهل أن تحلق بمشروعك وفكرتك لأعلى، وأن ترمي الحجر ثم تفقد السيطرة عليه، فليس من الحكمة بعد أن تقذف الحجر أن تبدأ في التفكير في كيفية استبقائه عالياً، فقانون الجاذبية لن يمهلك، وكل ثانية تصعد فيها تعني أنك تقترب من السقوط. إن المهارة الحقيقية تكون في إدارة التحليق، وتحدي الجاذبية، والتمرد على السقوط، وهي أمور لا تتم بعد الإنطلاق، بل هي الجهد الجبار الذي يتم التجهيز له عادة قبل إطلاق المشاريع للهواء، وهي المرحلة التي لا تظهر للجمهور، لكنها من أهم المراحل، وتتطلب الصبر... الصبر على انتظار الفرصة المناسبة لإطلاق المشروع، بعد أن تتوفر الخيوط التي ستمسكه بها أينما حل. يظن البعض أن بداية مشروع تعني بداية ظهوره، فيتساءلون متى نبدأ المشروع؟؟ ولو تأملوا لوجدوا أن مشروعهم بدأ منذ مرحلة بلورة الأفكار، ثم مرحلة توفير الروافع اللازمة لانطلاقه، لكنه لم يصل بعد إلى مرحلة الإطلاق للجمهور. فمشروع إطلاق صاروخ فضاء تسبقه سنوات من الإعداد قبل أن نرى عزمه على تحدي الجاذبية وهو يلفظ نيران وقوده. وكل هذه السنوات المخبأة عن أعين الجمهور لا تطعن في أن المشروع قد بدأ. لكن لحظة الصعود لم تحن.. وكلما كان الطموح في الصعود أعلى كلما تطلب تحضيراً أعلى...
المصدر"أكاديمية التغيير"

1 التعليقات:

جميل ما كتبت ...الصعود الى القمة يحتاج الى نظرة اوسع وأشمل

إرسال تعليق

لا تبخلوا علينا بتعليقكم ...

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More